افتتاح أول كازينو في الإمارات: تحول تاريخي وثقافي في الشرق الأوسط
من المقرر أن تشهد دولة الإمارات العربية المتحدة حدثًا تاريخيًا في عام 2027 بافتتاح أول كازينو على أراضيها. ويقع هذا المنتجع الترفيهي الضخم الذي يُنافس كازينوهات لاس فيجاس الشهيرة في جزيرة المرجان مما يحمل إسم «وين جزيرة المرجان»، ويتوقع أن يُحدث تغييرات اقتصادية واجتماعية وثقافية واسعة النطاق على مستوى الإمارة والبلاد ككل.
جمّلنا لك هنا المعلومات حول أول كازينو سيفتتح في الإمارات، فتابع القراءة.
ما يميز وين جزيرة المرجان
سيُعدّ المنتجع عند افتتاحه أكبر وجهة ترفيهية في الشرق الأوسط، حيث سيضم مساحة 10.5 كيلومتر مربع، بما في ذلك:
- جزيرة اصطناعية حديثة.
- فندق فاخر من 450 غرفة.
- أكثر من 10,000 منزل سكني وشقة فندقية.
- 18,500 متر مربع مخصصة لألعاب القمار,
والتي تشمل:
- صالة ألعاب تضم أعدادًا هائلة من ماكينات القمار.
- طاولات مخصصة لألعاب الطاولة التقليدية مثل الروليت والبلاك جاك وغيرها.
- منطقة مخصصة لرهانات السباقات.
بعد افتتاح أول كازينو في الإمارات سيُداره من قبل شركة “وين لاس فيجاس” العالمية، صاحبة أشهر كازينوهات لاس فيجاس، مما يضمن تجربة ترفيهية راقية وفريدة من نوعها. تتمتع جزيرة المرجان بموقع استراتيجي مميز على ساحل رأس الخيمة، بالقرب من مطار رأس الخيمة الدولي، مما يجعلها سهلة الوصول من مختلف أنحاء العالم.
كيف تمت الموافقة على افتتاح أول كازينو في الإمارات؟
يعتبر مشروع جزيرة وين جزيرة المرجان أولى خطوات شركة وين ريزورتس في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (مينا). يقع المنتجع على جزيرة المرجان، وهي أرخبيل اصطناعي يتكون من أربع جزر قبالة ساحل رأس الخيمة، وسيضم 1500 غرفة وجناح وفيلا، بالإضافة إلى استضافة العديد من خيارات الترفيه ومنطقة ألعاب ومطاعم صاخبة و24 صالة للاستراحة. تبعد جزيرة المرجان مسافة 15 دقيقة بالسيارة عن مطار رأس الخيمة الدولي وحوالي 45 دقيقة عن مطار دبي الدولي.
جاء قرار شركة وين ريزورتس بدخول رأس الخيمة تزامناً مع قيام هيئة تنمية السياحة برأس الخيمة (RAK TDA) بإنشاء قسم جديد يركز على تنظيم المنتجعات المتكاملة. وأكدت الهيئة أن الأولوية القصوى لهذا القسم الجديد هي إنشاء إطار عمل قوي يضمن “المقامرة المسؤولة” على جميع المستويات.
قصة تعاون بين عملاقين
قصة إنشاء أول كازينو في رأس الخيمة لا تقتصر على الدوافع الاقتصادية، بل تتضمن أيضًا قصة تعاون استراتيجي بين جهة إماراتية عريقة وشركة عالمية رائدة في مجال الترفيه. فقد وقعت هيئة تنمية السياحة برأس الخيمة (RAK TDA) اتفاقية مع شركة وين لاس فيجاس (Wynn Las Vegas) لإدارة وتشغيل الكازينو. وتُعد وين لاس فيجاس من أشهر العلامات التجارية في عالم الكازينوهات، حيث تمتلك سلسلة فنادق وكازينوهات فخمة في لاس فيجاس وماكاو.
ويعكس هذا التعاون حرص الحكومة الإماراتية على ضمان أعلى معايير الجودة والرفاهية في أول كازينو يتم افتتاحه على أراضي الإمارات.
التأثيرات المتوقعة لـ افتتاح أول كازينو في الإمارات
في الآونة الأخيرة، ومع تنوع مصادر الدخل بعيدًا عن النفط، تتجه الإمارات نحو الانفتاح الاقتصادي والثقافي بشكل أكبر. ويعد الكازينو رمزًا لهذا الانفتاح، فهو يُمثل وجهة ترفيهية جديدة تستهدف شريحة مختلفة من السياح الباحثين عن الترفيه والمقامرة. يُعدّ وين جزيرة المرجان خطوة هامة نحو تنويع اقتصاد رأس الخيمة بعيدًا عن النفط، وذلك من خلال التركيز على قطاعات السياحة والترفيه والضيافة ومنها:
1-انفتاح اقتصادي وثقافي
يعتبر قرار السماح بافتتاح كازينو في الإمارات العربية المتحدة خطوة جريئة وغير مسبوقة. فالإمارات مجتمع محافظ تقليديًا يقوم على القيم الإسلامية. وعلى مر العقود الماضية، ركزت الدولة على تطوير اقتصادها عن طريق استقطاب السياحة العائلية والثقافية. من المتوقع أن يُساهم افتتاح الكازينو في تعزيز اقتصاد رأس الخيمة والإمارات على عدة أصعدة:
- جذب السياح: يُعد قطاع السياحة من أهم روافع الاقتصاد الإماراتي، ويُتوقع أن يُشكل الكازينو عامل جذب قوي للسياح من مختلف أنحاء العالم، خاصة من الدول التي تتيح المقامرة بشكل قانوني.
- خلق فرص عمل جديدة: سيحتاج تشغيل وإدارة هذا المشروع الضخم إلى توظيف عدد كبير من العاملين في مختلف المجالات، الأمر الذي يُساهم في خفض معدلات البطالة وتعزيز النمو الاقتصادي.
- زيادة الاستثمارات: من المتوقع أن يُحفز وجود الكازينو على استثمارات جديدة في قطاع الضيافة والترفيه والبنية التحتية المحيطة، مما يُعزز النشاط الاقتصادي بشكل عام.
- زيادة الإيرادات الحكومية: ستستفيد الحكومة من عائدات الضرائب التي ستفرض على الكازينو، بالإضافة إلى رسوم تراخيص التشغيل وغيرها من الإيرادات.
2-الآثار الاجتماعية والثقافية المحتملة
إلى جانب التأثيرات الاقتصادية، لا بد من التطرق للآثار الاجتماعية والثقافية المحتملة لافتتاح أول كازينو في الإمارات. وتشمل هذه الآثار:
- تنوع الخيارات الترفيهية: سيوفر الكازينو خيارات ترفيهية جديدة للسياح والمقيمين على حد سواء، وهو ما يُثري الحياة الثقافية والاجتماعية في الإمارات.
- تعزيز السياحة الترفيهية: قد يؤدي وجود الكازينو إلى تحول جزئي في نوعية السياحة التي تستهدفها الإمارات، حيث سيزداد إقبال السياح الباحثين عن الترفيه والمغامرة.
- إثارة الجدل الاجتماعي: من المحتمل أن يثير افتتاح الكازينو جدلًا اجتماعيًا حول مدى تماشيه مع القيم والتقاليد المحافظة في المجتمع الإماراتي.
- مخاوف بشأن إدمان القمار: هناك مخاوف بشأن إمكانية تفشي إدمان القمار بين أفراد المجتمع، خاصة فئة الشباب. لذلك، ستحتاج الحكومة إلى وضع سياسات صارمة للرقابة والمراقبة ومنع القمار للمواطنين الإماراتيين.
تحديات افتتاح أول كازينو في الإمارات
بالرغم من الفوائد الاقتصادية المتوقعة، لا يخلو قرار إنشاء أول كازينو في رأس الخيمة من بعض التحديات. إن التحدي الرئيسي الذي يواجه الإمارات مع افتتاح الكازينو يكمن في تحقيق التوازن بين الانفتاح الاقتصادي والثقافي والحفاظ على القيم والتقاليد المجتمعية. ولضمان نجاح هذا المشروع، لا بد من اتخاذ عدة إجراءات منها:
- وضع سياسات صارمة للرقابة والمراقبة: يجب وضع قوانين صارمة تنظم عمل الكازينو، بما في ذلك منع دخول القاصرين والمواطنين الإماراتيين، ومراقبة النشاط لمنع الإدمان والمخالفات.
- تعزيز السياحة المسؤولة: التركيز على استقطاب سياحة ترفيهية مسؤولة، مع الحفاظ على هوية الإمارات كوجهة سياحية عائلية وثقافية مميزة.
- إطلاق حملات توعوية: نشر ثقافة اللعب المسئول والتعريف بمخاطر إدمان القمار للحد من الآثار الاجتماعية السلبية المحتملة.
ومع التخطيط السليم وإدارة التحديات بفعالية، يُتوقع أن يُشكل افتتاح أول كازينو في رأس الخيمة نقلة نوعية في عالم السياحة والترفيه بالإمارات، ويُساهم في تعزيز مكانة الدولة كوجهة عالمية رائدة تجذب السياح من مختلف أنحاء العالم.
هل ستتبع الإمارات الأخرى خطوة رأس الخيمة في إنشاء الكازينوهات؟
هذا سؤال مهم يطرح نفسه بعد الإعلان عن مشروع جزيرة وين جزيرة المرجان في رأس الخيمة، والذي سيضم أول كازينو قانوني في دولة الإمارات العربية المتحدة. وفقًا للقانون الاتحادي لدولة الإمارات العربية المتحدة، تُعد المقامرة غير قانونية في جميع أنحاء البلاد. ففي الواقع، بموجب الفصل السادس من القانون الجنائي الإماراتي، يُعاقب أي شخص يُضبط يمارس المقامرة بالسجن لمدة تصل إلى عامين وغرامة مالية قصوى تصل إلى 50,000 درهم (13,600 دولار أمريكي).
في الوقت الحالي، يضطر هواة المقامرة الباحثون عن الكازينوهات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى السفر إلى مصر أو لبنان للعب في أشهر كازينوهات قاهرة أو “كازينو لبنان“. ولكن مع اقتراب موعد افتتاح جزيرة وين جزيرة المرجان وتوضيح قواعد المقامرة فيها، ستراقب الإمارات الأخرى عن كثب نوعية الاستقبال الذي سيحظى به الكازينو سواء من السكان المحليين أو السياح. أما مسألة قدرة الإمارات الأخرى على تعديل قوانينها أو لوائحها لجذب مؤسسات الألعاب والمقامرة فهي مسألة أخرى تمامًا.
سيحتاج المسؤولون الإماراتيون في نهاية المطاف إلى تحديد الخط الفاصل بين الألعاب والمقامرة بشكل أوضح، نظرًا للحساسيات الاجتماعية والدينية المرتبطة بهذه الصناعة. وأتوقع أن تكون المقامرة في حال السماح بها منظمة بشكل صارم. يبدو من غير المحتمل على الإطلاق أن تتحول رأس الخيمة إلى نسخة الشرق الأوسطية من لاس فيجاس أو ماكاو. ومع ذلك، يُظهر إدخال الكازينو إلى المنطقة أن الإمارة تتطلع إلى التفكير بطرق غير تقليدية لجذب الانتباه بعيدًا عن كل من دبي وأبوظبي، بل وحتى عن دول أخرى مثل المملكة العربية السعودية وقطر. وفي حال نجاح هذا المشروع، فسيحرص كل من المستثمرين الأجانب والسلطات المحلية في الإمارات الأخرى على محاكاة هذا النموذج، مما يعني أن مقامرة رأس الخيمة قد يكون لها تداعيات كبيرة على المنطقة بأكملها. في الوقت الحالي، لا يوجد قرار رسمي من أي إمارة أخرى بشأن السماح بالمقامرة.
هناك عدة عوامل قد تؤثر على قرار الإمارات الأخرى:
- نجاح الكازينو في رأس الخيمة: إذا حقق الكازينو نجاحًا اقتصاديًا وسياحيًا في رأس الخيمة، فقد يفكر بعض حكام الإمارات الأخرى في السماح بالمقامرة كوسيلة لجذب السياح وتعزيز إيراداتهم.
- المخاوف الاجتماعية: توجد بعض المخاوف بشأن الآثار الاجتماعية المحتملة للمقامرة، مثل إدمان القمار. وقد يمنع ذلك بعض الإمارات من السماح بالمقامرة.
- القيم والتقاليد: المجتمع الإماراتي محافظ تقليديًا، وقد تتردد بعض الإمارات في السماح بالمقامرة التي قد لا تتوافق مع قيمها وتقاليدها.
- قرارات الحكومة الاتحادية: من الممكن أن تتخذ الحكومة الاتحادية قرارًا بشأن مسألة المقامرة في جميع أنحاء الإمارات، مما يؤثر على قرارات الإمارات الفردية.
أحدث التطورات في تشريعات المقامرة بدبي
Wynn، أول شركة تحصل على ترخيص للعمل في مجال الألعاب في الشرق الأوسط، ترى فرصة استثمارية ضخمة تقدر بـ 5 مليارات دولار في الإمارات.
أعلنت شركة وين يوم الجمعة (4 أكتوبر) أنها حصلت على أول ترخيص رسمي لمشغل ألعاب تجارية في الإمارات العربية المتحدة من الهيئة العامة لتنظيم الألعاب التجارية في أواخر الأسبوع الماضي. بدأ البناء بالفعل في منتجع وين جزيرة المرجان في رأس الخيمة، حيث وصل العمل إلى عدة طوابق. وبذلك، تمتلك وين ميزة كبيرة على منافسيها مثل “BetMGM ريزورت” التي من المتوقع أن تحصل على نفس الترخيص التشغيلي قريبًا.
توقعات إيرادات “وين جزيرة المرجان” تتجاوز 1.88 مليار دولار
أبرزت الشركة مؤخراً، في عرض مستثمري يوم 8 أكتوبر في لاس فيغاس، حجم الفرصة المتاحة في الإمارات.
تتوقع وين أن يصل حجم سوق الألعاب في الإمارات إلى ما بين 3 مليار دولار و 5 مليار دولار. بالنسبة لمشروعها في رأس الخيمة، تتوقع أن يصل إجمالي إيرادات الألعاب إلى ما بين مليار دولار و 1.67 مليار دولار، مع توقعات أساسية تبلغ 1.33 مليار دولار.
أشارت الشركة إلى أنها ستدفع معدل ضريبة مجمّع يتراوح بين 10% و 12% من إجمالي إيرادات الألعاب. وبالمقارنة مع وجهات الألعاب الكبرى الأخرى، فإن الإمارات أقرب إلى سنغافورة، التي تفرض ضريبة على إجمالي إيرادات الألعاب تتراوح بين 8% و 12% على اللاعبين VIP (ترتفع إلى 18% إلى 22% على اللاعبين العاديين).
في الختام؛
تستعد إمارة رأس الخيمة لحدث تاريخي فريد من نوعه يتمثل بافتتاح أول كازينو في الإمارات. وبعيدًا عن الصورة النمطية التي تربط الإمارات بالترف العائلي والسياحة الثقافية، يمثل هذا المشروع الضخم نقلة نوعية نحو آفاق جديدة في عالم الترفيه والمقامرة.